الأحزاب الإيرانية الكردية المعارضة.. تحدي اقليمي يتصاعد أثره على العلاقات بين كردستان وإيران
انفوبلس/...
يشكل نشاط الاحزاب الايرانية الكردية المعارضة، وطبيعة علاقاتها مع حكومة اقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني، تحدي اقليمي يتصاعد أثره على العلاقات بين كردستان وإيران، وفي الوقت الذي تتجدد فيه نشاطات هذه المجاميع المعادية لإيران، تتجدد أيضا المواقف الايرانية المعبرة عن خشيتها على الامن القومي الايراني وتحذر بالوقت نفسه من مغبة الاضرار به عبر التحذيرات التي يطلقها مسؤولين امنيين ايرانيين تجاه حكومة اقليم كردستان.
وتتمحور هذه التحذيرات، حول وجود القنصلية السعودية في اقليم كردستان العراق، والشكوك التي تدور حول التعاون بينهما في دعم الاحزاب الكردية الإيرانية، وكذلك تعاون الاقليم مع إسرائيل، حيث حذرت إيران مسعود البارزاني من مغبة السماح للقنصلية السعودية بتقديم الدعم لأعداء الثورة الإسلامية في إيران.
وذكر اللواء يحيى رحيم صفوي، كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران، بكلمة له في الملتقى الدولي للازمات الجيوسياسية في العالم الإسلامي عام 2016 أن البارزاني يسمح للقنصلية السعودية بتسليح أعداء الثورة ونحذر من مغبة هذه النشاطات، وعلى جماعة البارزاني أن تدرك جيدا أنها مدينة لإيران، معرباً عن قلقه حيال إيجاد هوة بين منطقة كردستان مع الحكومة المركزية في العراق بسبب إبرامها اتفاقات مع الصهاينة.
ولفت إلى أن الكرد في العراق تربطهم قواسم تاريخية وأواصر محبة مع إيران إلا أن عليهم تفهم أن دخولهم بمثل هذه الألاعيب السياسية قد يؤدي إلى قطع المساعدات الإيرانية عنهم، موضحا ان الاتحاد الوطني الكردستاني تربطه أواصر جيدة مع إيران إلا أن حزب بارزاني ليس كذلك.
وتبلغ الاحزاب الكردية الايرانية المعارضة (18) حزبا اهمها احزاب حدكا وباك وبزاك ولكنها متشرذمة بسبب خلافاتها حول عدة أمور، بحيث توزع كل منها على عدة اجنحة، فمثلا يتألف الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني من جناحين مختلفين وتتألف عصبة الكادحين من ثلاثة اجنحة.
وتعود ذريعة المواقف التصعيدية والتهديدات الايرانية لإقليم كردستان الى وجود مقرات لكثير من تلك الاحزاب الكردية الايرانية المعارضة داخل اراضي الاقليم ومنها الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني (حدكا) وعصبة كادحي كردستان (كومه له) وحزب الحياة الحرة (بزاك) وحزب كردستان (باك) وتقع مقرات اثنين من تلك الاحزاب في مدينة كويسنجق التابعة لمحافظة اربيل ومنطقة زركويز التابعة لمحافظة السليمانية.
ويعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعروف بـ "حدك" في طليعة الاحزاب الانفصالية الايرانية المعارضة المتواجدة في إقليم كردستان شمالي العراق، ويقوده عبد الرحمن حاجي أحمدي، فيما يليه حزب الحياة الحرة الكردستاني المعروف بـ "بيجاك" بقيادة عبد الرحمن حاجي أحمدي، والجمعية الثورية لكادحي كوردستان ايران المعروف بـ "كومله" بقيادة عبد الله مهتدي، ومنظمة خبات الثورية لأكراد إيران بقيادة بابا شيخ حسيني، وكذلك حزب الحرية الكردستاني والمعروف بـ "باك" بقيادة حسين يزدان بناه.
يذكر أن الاكراد العراقيين لديهم علاقات تاريخية وقواسم مشتركة مع الجمهورية الاسلامية في ايران. وخلال الاحداث الاخيرة المتمثلة بتهديد داعش الارهابي للمكتسبات السياسية والامنية والاقتصادية التي حققها الكرد على مدى ثلاث عقود، وجد الكرد أنفسهم امام خطر كبير وداهم الامر الذي جعل القادة الكرد يعترفون بان التوسل لجلب الدعم الخارجي هو السبيل الوحيد لإنقاذ كردستان، فكانت إيران اول دولة لبت مناشدات القادة الكرد بشكل سريع وكبير وتمتع الكرد بالمساعدات الايرانية واصبح واضحا لديهم مدى ايجابية تلك العلاقة في ظل الظروف الحالية.
وبعد هدوء دام عقدين بين الأحزاب الكردية الايرانية والحرس الثوري الإيراني، تجددت الاشتباكات بينهما من جديد في السادس والعشرين من حزيران 2016 في جبل كوسالان في منطقة شاميان التابعة لمدينة سولاوا في كردستان إيران.
ومع ان الاشتباكات قد وقعت في مناطق شرق كردستان إلا أن أول رد فعل إيراني تمثل في تهديد مباشر من قوات الحرس الثوري ضد اقليم كردستان حين قال قائد الحرس الثورة الإسلامية في إيران حسين سلامي خلال خطبة صلاة الجمعة في طهران إن "مجاميع مسلحة تريد المساس بأمن ايران وقد انهينا هذه المجاميع"، داعيا مسؤولي اقليم كردستان الى الالتزام بتعهداتهم واسكات هؤلاء المسلحين الذي قال انهم سيستهدفونهم داخل اراضي الاقليم اذا لم يكفوا عن احداث البلبلة"
اما حكومة الاقليم فأخذت هذه التهديدات على محمل الجد الا ان الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني واحزاباً كردية ايرانية اخرى تشدد على استمرار نشاطاتها ضد الحرس الثوري في مناطق شرق كردستان.
وكانت إيران قد نفذت خلال تسعينات القرن الماضي اثناء الحرب الاهلية التي كانت دائرة بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني في الإقليم، هجمات ضد مقرات الاحزاب الكردية الايرانية في اقليم كردستان، حتى انها ارسلت قوات الى مدينة كويسنجق، وهاجمت مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني.
خطر تحركات هذه الجماعات حاضر دائما في المدرك الامني والسياسي الايراني نتيجة ما تشهده المنطقة من تسارع احداث، وتخشى ان يكون تواجد لدول المحور المقابل داخل أراضيها، او حتى قريب منها، وهذا تحدي كبير قد يعكر – تصاعده – علاقات ايران مع اقليم كردستان العراق، كذلك يزيد من الاخطار الاقليمية المستقبلية للدولة الكردية حال ظهورها والتي ستكون بحاجة الى ارسال تطمينات الى دول الجوار الاقليمي (تركيا وايران) حول عدم تهديدها لأمنها وكذلك بحاجة الى التوافق الاقليمي.
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني استهدف عدة مواقع لأحزاب كردية إيرانية معارضة في إقليم كردستان في الأربعاء الماضي، وجاء القصف بعدما اتهمت السلطات الإيرانية معارضين إيرانيين مسلحين من الأكراد بالضلوع في الاضطرابات المستمرة في البلاد، لا سيما في شمالي غربي البلاد حيث يعيش معظم أكراد إيران البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة.
وقال الحرس الثوري الإيراني إنه قصف بصواريخ وطائرات مسيرة أهدافا عسكرية في المنطقة الكردية بشمالي العراق، مؤكدا أنه سيواصل استهداف هذه الجماعات.