تركيا تعمل على صناعة المسرحية.. مخطط للقاء السوداني بالشرع في أنطاليا هذه تفاصيله المثيرة

انفوبلس/..
تتواتر الأنباء حول لقاء مرتقب في العاصمة التركية أنقرة، يجمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بالرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، ضمن ترتيبات ترعاها أنقرة وتستهدف ملفات “مشتركة” بين العراق وسوريا وتركيا. وفي الوقت الذي تسعى فيه بعض الأطراف الإقليمية لترويج هذا اللقاء بوصفه خطوة نحو “الاستقرار والتكامل”، يرى العراقيون في الأمر خطرًا داهمًا، وفضيحة سياسية مدوية، وشرعنة صريحة لرأس من رؤوس الإرهاب الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين.
*الشرع: تاريخ أسود لا يُمحى
أحمد الشرع، الذي يجلس اليوم على كرسي الحكم في دمشق، ليس رجل دولة ولا رمزا سياديا، بل هو وجه مكشوف من وجوه الإرهاب العابر للحدود. جميع من يعرف تاريخه، يعلم جيدًا أنه صعد إلى السلطة على جماجم الأبرياء، وأن مشروعه لم يكن يومًا مشروعًا وطنيًا، بل جزءًا من منظومة تخريب وتكفير وتدمير ممنهج.
*تركيا.. رعاية للمشهد أم صناعة للمسرحية؟
أن تُعقد هذه القمة برعاية أنقرة، فذلك ليس تفصيلًا صغيرًا. تركيا التي ما زالت تسيطر على أراضٍ عراقية، وتستخدم ملف المياه كسلاح ضغط، وتحتضن قيادات إرهابية على أراضيها، تحاول الآن تسويق الشرع كرئيس شرعي لسوريا، وفرضه على دول الجوار تحت عنوان “ضرورات الأمن والتعاون المشترك”.
لكن العراقيين لا يُخدعون. فتركيا ليست وسيطًا نزيهًا، ولا راعية للاستقرار. ما تقوم به هو إعادة ترتيب المنطقة على مقاس مصالحها، ولو تطلّب الأمر إعادة تلميع قادة الإرهاب وتحويلهم إلى رجال دولة.
*مصادر تكشف
مصادر عراقية أفادت بان تركيا تحضّر للقاء بين السوداني والشرع، لافتة إلى أن "رئيس وزراء العراقي ومسؤولين في حكومته سيزورون تركيا لغرض ترتيب عدة قضايا تخص أنقرة وبغداد ودمشق في المرحلة المقبلة"، وذلك على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي يبدأ أعماله السبت المقبل.
ومع سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتشكّل الإدارة السورية الجديدة، اتخذت الحكومة العراقية مواقف متشددة حيال التطورات في دمشق، غير أن الأسابيع الأخيرة، شهدت تحولاً في مواقف المسؤولين العراقيين، برزت من خلال زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد الشهر الماضي، ولقائه برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وقيادات حكومية أخرى، جرى الاتفاق على التنسيق والتعاون بملفات عديدة أبرزها الأمني والسياسي.
وأمس الأربعاء، أبلغ مسؤول عراقي بارز في بغداد وسائل إعلام عربية، أن "الجانب التركي يقوم بتهيئة الأجواء لعقد لقاءات جانبية بين مسؤولين عراقيين والرئيس السوري أحمد الشرع". وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "الخارجية التركية ترعى هذا الأمر، على هامش تنظيمها مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي، السبت المقبل، حيث سيكون الشرع موجودا، إلى جانب مسؤولين عراقيين بارزين".
*هل يلتقي السوداني والشرع في أنطاليا؟
ورداً على ما إذا كان اللقاء الذي تُهيّئ له القيادة التركية، هو بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس السوري أحمد الشرع، قال المسؤول ذاته "نعم. الجانب التركي يسعى ويرتب الموضوع منذ أيام، لكن الأمر غير محسوم من جانب السوداني حتى صباح أمس الأربعاء، والأكيد حاليًا أن المسؤولين الآخرين من العراق سيكونون وزير الخارجية فؤاد حسين، ورئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان البارزاني".
وتحدث المسؤول عن "ملفات مشتركة لا غنى عن التعاون فيها بين سوريا والعراق، ولتركيا مصلحة مشتركة بها، أبرزها ورقة التعاون الأمني والحدود وداعش ومنظمة العمال الكردستاني، وحصص مياه الفرات للعراق وسوريا، وتفاصيل أخرى".
ويُعقد منتدى أنطاليا الدبلوماسي بنسخته الرابعة هذا العام، برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتنظيم من وزارة الخارجية التركية وبمشاركة دولية واسعة.
*تركيا: “السوداني والشرع أمام علاقة ناضجة”
من جانبه، استعرض وزير الخارجية التركي في حوار نادر مع وسائل الإعلام العراقية، وضع سوريا بعد انهيار نظام حزب البعث، وبعث برسائل عدة إلى بغداد، معرباً عن اعتقاده بإمكانية ظهور قوة جديدة في المنطقة (يصعب تعجيزها) تتشكل من تركيا والعراق وسوريا وشركاء آخرين، وأن هناك ما يدل على إمكانية أن يعمل رئيس الوزراء محمد السوداني مع الرئيس السوري أحمد الشرع (الجولاني)، ويبنيان ثقة متبادلة وناضجة لتجاوز الخلافات، في عموم المنطقة، ولم يستبعد أن تكون دمشق شريكاً جديداً في طريق التنمية الرابط بين العراق وتركيا وأوروبا.
وقال هاكان فيدان، "اجتمعنا مع عدة دول بشأن سوريا، بحضور العراق والأردن ولبنان وحتى السعودية، وذهبنا برسائل إلى أحمد الشرع (الجولاني) وأبلغناه ما نطلبه، وهو أن لا تشكلوا خطراً على الدول المحيطة بسوريا، وأن لا تكون لديكم علاقة بأي تنظيمات إرهابية وأن تحترموا الأقليات، واتخاذ موقف خاص بشأن وحدة الأراضي السورية، والشرع دون أي تردد استجاب لكل هذه الأمور، وحتى الآن نرى أنه يقف خلف هذا الموقف".
وأضاف: "بالنسبة العراق والإدارة السورية الجديدة، هناك موقف نابع مع التاريخ، لكن نعتقد أن الشرع والسوداني يمكن أن يظهرا موقفاً ناضجاً لتلافي هذه المشكلات وينحياها جانباً ويفكرا بمستقبل الدولتين".
وتابع: "نحن في دول المنطقة أياً كانت النزاعات تاريخية فإن القيادات يقع على عاتقها عمل الخير مع شعوبها، وأرى أن الشرع لا يشكل أي خطر، وعلى الجماعات في العراق أن تتخلى عن نظرة أن سوريا خطر عليهم"، وفق قوله.
وأشار الى أنه "لا توجد قوة تستطيع أن تعجز تركيا وسوريا والعراق إذا اجتمعوا، لا توجد مشكلة تصعب علينا إن اجتمعنا سوية في منصة، سواء كانت تهديدات إرهابية أو تجارة مخدرات، لا توجد قوة تعجزنا عن تحقيق شيء".
*"سوريا الجولاني لن تهدد إسرائيل"!
وزير الخارجية التركي، أكد أن سوريا برئاسة الجولاني لن تهدد "أسرائيل"، قائلاً: "سياسة الشرع هو عدم خلق أي تهديد لأي دولة وهذا يشمل إسرائيل، إذا كانت إسرائيل ترى في هذا تهديداً لأمنها فيجب أن تصرّح بهذا وتعبّر عنه بشكل يحترم سيادة دول المنطقة".