فؤاد حسين في واشنطن بزيارة غير معلنة.. جلس للإصغاء وركل مطالب العراق بالانسحاب أو عدم التدخل!
انفوبلس/ تقارير
يواصل وزير الخارجية فؤاد حسين إثارة الجدل بتصريحاته أو مواقفه غير المسؤولة والذي كان آخرها زيارة الولايات المتحدة الأميركية بصورة غير معلنة، فالزيارة التي تبدو في ظاهرها تحركا دبلوماسيا اعتياديا أثارت موجة من التساؤلات داخل أروقة البرلمان، بعدما أعلنت لجنة العلاقات الخارجية عدم علمها المسبق بها، فضلا عن تسريب المصادر بأن حسين ذهب مع وفد رفيع للإصغاء لواشنطن لا لتبادل وجهات النظر! فما الأسرار التي ظهرت بعد الزيارة؟ وهل تم التطرق لموضوع انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
البرلمان لا يعلم بالزيارة ويستعد لاستجواب وزير الخارجية
رغم أن زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قد تبدو في ظاهرها تحركاً دبلوماسياً اعتيادياً، إلا أنها أثارت موجة من التساؤلات داخل أروقة البرلمان، بعدما أعلنت لجنة العلاقات الخارجية عدم علمها المسبق بها، لتفتح بذلك باب الجدل حول آليات التنسيق بين السلطات، وحدود الشفافية في إدارة الملفات الخارجية، خاصة تلك التي تتعلق بوجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية مختار الموسوي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان لا تعرف أي شيء عن زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن سمعنا بهذه الزيارة عبر وسائل الإعلام، ولا نعرف ما هي الملفات التي سيبحثها هناك".
وأضاف الموسوي أن "لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية ستعمل على استضافة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بعد عودته إلى العاصمة بغداد، لمعرفة أسباب الزيارة وكذلك الملفات التي بحثها هناك"، مشدداً على أن "حسين مطالب بالتأكيد على جدول إخراج كافة القوات الأمريكية من العراق، فهذا الملف السيادي يجب أن يتصدر المباحثات في واشنطن".
"زيارة طبيعية"
في السياق ذاته، قال القيادي في الإطار التنسيقي عقيل الرديني، إن "العراق يمتلك علاقات مختلفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك اتفاقية استراتيجية بين البلدين، واتفاقات متعددة، ولهذا فإن زيارة وزير الخارجية فؤاد حسين إلى واشنطن حالياً أمر طبيعي في ظل العلاقات المتواصلة بين الجانبين".
وأضاف الرديني، أن "العراق يعمل على تقوية علاقاته الخارجية مع جميع الدول، وهو محل احترام لدى المجتمع الدولي والدبلوماسية العراقية حققت نجاحات كبيرة، خاصة في إبعاد العراق والعراقيين عن شبح الحرب والصراع الدائر في المنطقة".
وبين، أن "الملفات التي سيبحثها حسين تخص التطورات في المنطقة والعالم وتداعياتها على العراق، خصوصاً الملفات الأمنية والعسكرية وكذلك الاقتصادية"، مشيراً إلى أن "الزيارة تُعدّ مهمة في هذا التوقيت".
أسرار ما دار خلال الزيارة
بعد الجدل الكبير الذي رافق الزيارة (غير المعلنة) لوزير الخارجية فؤاد حسين والوفد المرافق معه إلى واشنطن، الخميس الماضي، لبحث عدد من الملفات المشتركة أمنية واقتصادية، والتلويح باستجوابه داخل قبة البرلمان، كشف الخبير بالشأن الأمريكي والشرق أوسطي نزار حيدر، اليوم الاثنين، أسرار ما دار خلال زيارة الوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين، الى واشنطن.
وقال حيدر في حوار متلفز تابعته شبكة انفوبلس، إن “زيارة وزير الخارجية فؤاد حسين والوفد المرافق معه إلى واشنطن لم تكن مفاجئة”، مبينا أن “وزارة الخارجية كانت تعمل على تحقيقها منذ أشهر أي منذ عودة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض”.
وأضاف أنه “حسب المعلومات والمصادر الموثوقة التي حصلت عليها فإن هذه المرة، الوفد العراقي لم يناقش الجانب الأمريكي وإنما أصغى له”، مبينا أن “هناك مجموعة من الرؤى الأمريكية أصغي لها الوفد العراقي وسيعود الى بغداد لتقديمها الى الحكومة والإطار التنسيقي لتنفيذها والالتزام بها”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قد أثار الجدل في العراق بتدوينة كتبها عبر منصة (اكس)، أكد فيها "دعم بلاده للعراق المستقر الخالي من النفوذ الخبيث"، وهو ما لم ينقله البيان الحكومي لوزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، مما عكس حالة انعدام الشفافية في العمل الحكومي.
وقال روبيو في تدوينته، عقب لقائه نظيره العراقي فؤاد حسين: “وجود عراق قوي ومستقر وذو سيادة، خالٍ من النفوذ الخبيث، أمرٌ حيوي لاستقرار المنطقة والحفاظ على مصالح الولايات المتحدة وفرصها فيها”.
وأضاف أنه أجرى “حوارًا قيّمًا مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وأُشيد بجهوده في تهدئة التوترات وتعزيز الحوار البنّاء في المنطقة”.
وغادر وزير الخارجية ، فؤاد حسين، في 24 نيسان أبريل الجاري، إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية لم يعلن عنها سابق، وذلك لبحث عدد من الملفات المشتركة أمنية واقتصادية، مما أثار التساؤلات حول الأسباب وراء عدم الإفصاح عنها ومطالبات بالاستجواب داخل قبة البرلمان.
الملفات المسربة قبل الزيارة
وكانت وسائل إعلام نقلت عن مصادر حكومية، في حينها أن “حسين سيبحث عدة ملفات مهمة مع الجانب الأمريكي، ويطغى الجانبان السياسي والأمني على هذه الملفات”، مبينة أن “المباحثات التي سيبدأها وزير الخارجية فؤاد حسين ووفد حكومي برفقته، ستشمل الوجود الأمريكي في العراق ومهمة التحالف الدولي، وتفاهمات التعاون الأمني حول محاربة تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب ملفات مالية واقتصادية أبرزها بحث إمكانية توقيع مذكرة تعاون مشتركة بين الجانبين بخصوص توريد الطاقة مع شركة جنرال الكتريك وإصلاح قطاع الغاز العراقي لأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي”.
وأوضحت أن “الوزير سيبحث مع الجانب الأمريكي إمكانية تمديد استيراد الغاز الإيراني لفترة أخرى، لتلافي أزمة الطاقة التي قد يشهدها العراق في الصيف المقبل”.
تناقض البيانات الحكومية
دائما ما تشهد البيانات الحكومية الرسمية تناقضا كبيرا إزاء بعض الملفات، ففيما تقوم الحكومة بنفي أخبار ومعلومات، تسارع من جهة أخرى إلى تطبيقها على أنها قرارات حكومية، وليست استجابة للضغوط الأمريكية، لاسيما في ما يتعلق بما يسمى بالنفوذ الإيراني.
وكانت مصادر، قد أفادت الخميس الماضي، بأن “رئيس الوزراء محمد السوداني وقائد ما يسمى بقوات التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا الجنرال كيفن ليهي، لما يتطرقا خلال لقائهما لأي موضوع يخص انسحاب القوات الأمريكية من العراق”، مبينة أن “الجنرال أبلغ السوداني بعدم التصعيد بشأن سوريا والرئيس السوري أحمد الشرع (الجولاني)، ملمحا له، بأن “وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سينوب عن الشرع خلال القمة العربية في بغداد”.
فيما ركز البيان الحكومي لمكتب السوداني، على “أهمية العلاقات الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة في ظلّ التحديات الراهنة، والاستمرار بمحاربة الإرهاب، وكذلك ضرورة العمل على دعم أمن سوريا واستقرارها وعدم التدخل بشؤونها، وتحقيق الأمن والسلام في عموم المنطقة”.
