واشنطن تشترط وقف العمليات ضدها لدراسة طلب السوداني ووزير دفاعه بالانسحاب.. الإقليم "يتحفظ" وقرار الخروج قد لا يشمل مناطقه!
انفوبلس/ تقارير
في مطلع العام الحالي، أعلنت رئاسة الوزراء أن الحكومة شكلت لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء مهمة ما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البلاد، وفي الأسبوع الماضي أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن العراق يريد خروجا سريعا ومنظما لتلك القوات من أراضيه، فيما أعلن وزير الدفاع ثابت العباسي أن جدولة انسحاب قوات "التحالف الدولي" من العراق ستكون مدروسة مشيرا إلى أن واشنطن طلبت وقف الهجمات ضدها لاستئناف دراسة هذا الأمر. فما مصير تلك القوات في البلاد؟ وهل ستتضمن الاتفاقية خروج قوات "التحالف" من الإقليم؟
*"خروج سريع ومنظم"
في العاشر من الشهر الجاري، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن العراق يريد خروجا سريعا ومنظما لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من أراضيه.
وقال السوداني في تصريح لوكالة "رويترز"، إن "العراق يريد الانسحاب عن طريق التفاوض" لكنه لم يحدد موعدا نهائيا لذلك، فيما وصف السوداني وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.
*"انسحاب مدروس"
وبشأن جدولة انسحاب ما يسمى بقوات التحالف الدولي من العراق، قال وزير الدفاع ثابت العباسي، إنها ستكون مدروسة وفقا لساحة العمليات وجاهزية الجيش.
وقال العباسي خلال لقاء متلفز تابعته شبكة انفوبلس، إن "واشنطن طلبت وقف هجمات الفصائل المسلحة ضد قواعدها في المنطقة لاستئناف دراسة هذا الأمر".
*تفاصيل اشتراط واشنطن
وما يعزز حديث وزير الدفاع العراقي، هو قول أحد مسؤولي البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة أبلغت المسؤولين العراقيين بأنها ملتزمة بانسحاب قواتها من العراق.
لكن المسؤول يلفت إلى أن هذا الانسحاب لن يحدث إلا عندما تتحقق الظروف المناسبة، بما في ذلك وقف العمليات ضد القوات الأمريكية وقواعده في المنطقة.
ثم يزعم، "الولايات المتحدة تحترم سيادة العراق وتتوقع من الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات لوقف هذه العمليات".
*اللجنة الثنائية
في الخامس من الشهر الجاري، أعلنت رئاسة الوزراء أن الحكومة شكلت لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء مهمة "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة في البلاد، جاء ذلك بعد يوم من ضربة أميركية استهدفت القيادي البارز في حركة النجباء "أبو تقوى" في العاصمة بغداد.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، "إننا بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق".
*بدء اللجنة أعمالها
وبعد نحو عشرة أيام من تشكيلها، بدأت اللجنة الثنائية العراقية - الأمريكية، أعمالها بمراجعة تواجد "التحالف الدولي" في البلاد والبحث في صياغة جدول زمني لإنهاء مهمة ذلك التحالف.
وذكر بيان لرئاسة الوزراء يوم أمس، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وذلك على هامش مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي بدورته الـ54".
وشهد اللقاء التأكيد على، "بدء أعمال اللجنة الثنائية الخاصة بمراجعة تواجد التحالف الدولي في العراق، التي جرى الاتفاق بشأنها خلال زيارة السيد وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شهر آب من العام الماضي، والبحث في صياغة جدول زمني لإنهاء مهمة التحالف والانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف".
*كردستان "غير مشمولة"
يواجه إقليم كردستان تحديات أمنية كبيرة لاسيما بعد استهداف مراكز الموساد في أربيل من قبل الحرس الثوري الإيراني. ووفق الخطاب السياسي الكردي المعلن ورغم النقاشات في بغداد حول خروج التحالف الدولي، يبقى الدعم العسكري والمالي الذي يقدمه التحالف لقوات البيشمركة عائقا أمام موافقة سلطات الإقليم على انسحاب تلك القوات من العراق.
وفي هذا الصدد، قال السياسي الكردي سردار مصطفى إن “الإقليم لا يمكنه تأييد خروج التحالف الدولي من العراق بالوقت الحالي، كون التحالف يقدم المساعدات العسكرية والمالية لقوات البيشمركة".
وتقول المصادر الكردية، إن إقليم كردستان العراق يشعر بالقلق من تعاظم النفوذ الإيراني في حال انسحاب القوات الأمريكية من العراق. وهذا يعني أن القوات الأميركية ستبقى في الإقليم تحت مسمى "التحالف الدولي" حتى لو انسحب من بغداد!.
*الإقليم لا يريد التخلي عن القوات الأمريكية
أدلى رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني في بيان علني حول أهمية الحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي في إقليمه المتمتع بالحكم الذاتي.
وتتناقض هذه التصريحات مع الموقف الذي عبر عنه المسؤولون في بغداد. فبعد استشهاد قائد النجباء بغارة جوية أمريكية عبر طائرة مسيرة، طالبت الحكومة المركزية بقيادة رئيس الوزراء محمد السوداني بانسحاب القوات الأجنبية بمختلف مسمياتها من البلاد.
ويؤكد مقربون من حزب بارزاني، أن الإقليم متمسك بالوجود الأميركي لعدة اعتبارات منها، الدعم الذي يقدمه للبيشمركة – يتم مقابل تهريب النفط الى إسرائيل – وكذلك فإن خروج القوات الأميركية يعني توسع نفوذ طهران وهذا ما لا ننتظره – يقول أعضاء الحزب -.
*القواعد الأميركية في العراق
تمعُّن بسيط في الانفوغرافيك أدناه يظهر أن غالبية القواعد الأميركية تتركز في كردستان – كما موضح في الأسهم الحمراء - حيث تواجد قاعدة في سنجار، وقواعد في منطقتي اتروش والحريري، وقاعدتين في حلبجة بمحافظة السليمانية قرب الحدود الإيرانية، وكذلك قاعدة في التون كوبري.