اعتداءات واسعة على مقار الدعوة ودولة القانون بعد هياج شعبوي من التيار.. منشور مجهول يستفز الصدريين.. تعرّف على الأسباب
انفوبلس/..
اعتداءات واسعة وبحدّة متزايدة نفذها أنصار التيار الصدري، ضد مقار ومكاتب تابعة لحزب الدعوة الإسلامية ومرشحيه للانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في 18 من الشهر الجاري، وذلك بعد منشور على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي تسبب بهذا الهيجان.
*اعتداءات
صباح اليوم الإثنين، أفاد مصدر أمني، بأن مجاميع مسلحة (يُعتقد تبعيتها للتيار الصدري) استهدفت مقراً لحزب الدعوة وسط محافظة النجف، وذلك بعد هجومين استهدفا مقار الحزب في محافظتي واسط والبصرة.
وأفاد المصدر، بأن هجوماً مسلحاً من قبل مجموعة مسلحة استهدف، صباح اليوم، مقراً لحزب الدعوة الإسلامية في شارع الجنسية وسط مدينة النجف مركز المحافظة.
وأوضح المصدر، أن الاستهداف حصل بواسطة عبوة ناسفة، مشيراً إلى أن المقر المستهدَف كان عبارة عن غرفة حماية لحرس الحزب، دون التسبب بأضرار بشرية باستثناء المادية منها.
وبحسب المصدر، فإن مجاميع كانت قد هاجمت مقرات حزب الدعوة في البصرة ليومين متتالين، فيما هاجمت مجاميع أخرى مقراً للحزب في مدينة الكوت مركز محافظة واسط.
*رواية
روى المرشح عن ائتلاف دولة القانون ياسر العبادي تفاصيل استهداف مقرَّين تابعيَن لحزب الدعوة أحدهما المكتب الخاص به.
وقال العبادي، إنه عند فجر يوم 3 كانون الأول الجاري خرج مجموعة أشخاص مجهولي الهوية والهدف بتظاهرة أمام مكاتب الحزب، دون أن يعرفوا ما هي مطالبهم أو أهدافهم، مبيناً إنهم هاجموا المكتب وحاولوا اقتحامه بهدف حرقه وتم منعهم من قبل القوات الأمنية، وحينما فشلوا بالاقتحام انسحبوا، وبعد ذلك استهدفوا المقر بصاروخ قاذفة مضادة للدروع، وبعدها عادوا بأعداد أكبر من السابق ويرفعون شعارات تحتوي على كلام بذيء، مشيرا الى أن هؤلاء الأشخاص ادَّعوا انتماءهم لجهة سياسية لم يسمِّها.
وتابع، إنه وبعد ذلك تم استهداف مكتبه الخاص في منطقة المعقل برمانة يدوية، مستغرباً استهدافه كونه مكتبا تعريفيا له ولبرنامجه الانتخابي كمرشح، مبينا إنه لا يحتوي إلا على أثاث بسيط وقد تم حرقه لأكثر من مرة ولأسباب مجهولة.
وأضاف، إنهم سلَّموا الملف كاملاً مع كاميرات المراقبة الى الأجهزة الأمنية والاستخبارات، مشيرا إلى أنها أخذت بدورها وبحضور قائد الشرطة وعدد من الضباط في قيادة عمليات البصرة وقد وقامت بحماية المكتب، لافتا الى أنهم وعدوا بأنه ستصدر بحق الفاعلين أوامر إلقاء قبض بعد التعرّف عليهم، مبينا أن بعضهم قد تم تشخيصه من قبل القوات الأمنية.
*الدعوة يستهجن
استنكر حزب الدعوة، أمس الأحد، الاعتداءات التي طالت مكاتبه وبعض مرشحيه في عدد من المحافظات، وفيما وصف ما حدث إخلالاً بالسلم الأهلي وترهيباً للآمنين، فقد عبّر عن رفضه تحميله مسؤولية آراء لأشخاص لا يمتّون إليه بصلة قريبة أو بعيدة تنظيمياً أو سياسياً.
وجاء في بيان الحزب: "إن الاعتداءات التي حدثت هذا اليوم ضد جملة من مكاتبنا ومرشحينا في بعض المحافظات هي أعمال تندرج في إطار الإخلال بالسلم الأهلي وترهيب الآمنين، وإننا إذ نعبّر عن رفضنا واستنكارنا لهذه الأفعال الاجرامية، فإننا نرفض أيضا تحملينا مسؤولية آراء لأشخاص لا يمتّون إلينا بصلة قريبة أو بعيدة تنظيميا أو سياسيا، واستخدام تعليقات غير مسؤولة ومرفوضة ومستهجنة لأفراد مجهولين من قبلنا ذريعةً لمهاجمة مكاتبنا في بعض المحافظات والمناطق، والتي باتت تتكرر بنحو يثير الدهشة والاستغراب والاستهجان".
وأضاف: "نؤكد مرة أخرى موقفنا الثابت وهو عدم الانجرار إلى معارك بين أبناء الساحة الواحدة وأبناء المذهب الواحد، وحرصاً على حرمة دماء العراقيين جميعا"، داعياً، "الحكومة والأجهزة القضائية أن تقوم بواجباتها الدستورية والقانونية في حماية المكاتب والمواطنين، وتضع حداً لهذه الحالات التي قد تؤدي إلى فتنة عمياء واضطراب وفوضى".
وأكد: "البراءة من أي شخص أو كلام أو موقف يُسيء لأي طرف سياسي شريك، ونعيد التأكيد أن مراجعنا العظام من الشهداء الماضين أو الأحياء يمثلون قيادتنا الشرعية وأن المساس بهم هو مساس بثوابتنا وتجاوز للخطوط الحمراء في مسيرتنا. وإننا نحترم خيارات الآخرين ومواقفهم، ونأمل أن يحترموا خيارات العراقيين وحقهم في انتخاب مَن يمثلهم عبر انتخابات حرة ونزيهة".
*توضيحات
ولم يتوقف حزب الدعوة عن إصدار البيانات والتوضيحات بشأن أكثر من هجوم تعرضت له مقراته في البصرة ومدينة الصدر في بغداد وواسط والنجف، وركزت معظم المواقف على التبرؤ من تغريدة صدرت عن موظف محسوب على المكتب الإعلامي في البصرة، تضمنت تعليقات غير مألوفة حول بيان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التي توعّد فيها الرواديد والشعراء الذين يذكرون اسمه في الموسيقى والغناء.
وقبل 3 أيام، توعّد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بعض الرواديد والشعراء الذين يذكرون اسمه في الموسيقى والغناء، بإجراءات قانونية وإدارية تصل إلى الطرد من التيار.
*خفافيش الظلام
وبعد تكرار عمليات الاعتداء على مقار الدعوة، أصدر الحزب بياناً اليوم الاثنين، جاء في نصه: "مرة أخرى قام خفافيش الظلام بالاعتداء على مقر حزب الدعوة الإسلامية في النجف الأشرف وذلك بقنبلة موقوتة وضعوها تحت لوحة الشهداء الابرار".
وأضاف: "إن هذا الاعتداء الآثم ما هو الا جريمة يائسة، يحاول من ارتكبها ثني الدعاة عن مواصلة مسيرتهم الرسالية، وقد افرغ اعداء الدعوة المباركة حقدهم عدة مرات بنفس هذا الاسلوب الاجرامي العدواني المدان"، معتبراً "من قام بهذا الاعتداء الاثم ومن يقف وراءه ، لم يطالع تأريخنا جيداً ، ولم يفهم فلسفتنا ، ليدرك جيداً ان هذه الاعمال العدوانية لا تزيدنا الا اصراراً وقوة ، وتجعل انصارنا اكثر تماسكاً و اكثر ايمانا بانهم على طريق الحق سائرون".
وأكد "ان مقر حزب الدعوة الاسلامية في النجف الاشرف معلم شاخص من معالم المدينة المقدسة، يعمل قربة لله تعالى ، ويجاهد في سبيله ، وهو يوصل الليل بالنهار خدمة لأهلها جميعا ، وعلى مختلف الأصعدة ، راعياً لشؤونهم ومدافعاً عن حقوقهم وناشراً للهدى والصلاح بينهم ، وحائلا دون ظلمهم ونهب خيراتهم".
ولفت إلى "إن هذا المقر الذي تشرف بالدعوة المباركة بقي عصيا على الارهابيين والمخربين منذ سقوط الطاغية وحتى يوم الناس ، رغم انه لم يقطع شارعاً ولم يضع حواجزاً كونكريتية ولم ينشر سلاحاً وانما حافظ على سلميته وقد انتصر بها في اصعب الظروف".
وأتم البيان، "في الوقت الذي نستنكر هذا العمل الجبان الذي جرى في قلب المدينة وقرب مبنى المحافظة وقيادة الشرطة وسائر الاجهزة الامنية ندعو السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الداخلية والمسؤولين عن الامن في محافظتنا العزيزة الى الالتفات الحقيقي للوضع الامني فيها ومحاسبة العصابات والمجاميع المنفلتة التي تعتدي على الدعاية الانتخابية للقوى المشاركة وتقوم بهذه الاعمال الارهابية ، وان يتم معاقبة مرتكبيها ، وذلك لاستباب الامن في اقدس مدينة في العراق ، تشرفت بان تكون مثوى امير المؤمنين علي بن ابي طالب "عليه السلام" وعاصمة دولة العدل الموعودة".
*صهر المالكي على خط الأزمة
بدوره، قال الأمين العام لحركة البشائر الشبابية: "تابعنا باستغراب ما حصل ليلة أمس من أفعال مستنكرة ببصرتنا الفيحاء، بناءً على تعليق مُستنكر من شخص لا يَمتُّ بصلة لدولة القانون، فنقول (كنا وما زلنا ننبذ الفتنة وندعم السلم الأهلي وهيبة الدولة) نسأل الله أن يمنّ على البصرة بقيادة قوية قادرة على بسط الأمن".