البصرة إلى هدوء بعد تصعيد ومراقبون: النار تحت الرماد.. ما علاقة الصرخيين؟ وما قصة العزاء الذي بدأت منه المشكلة؟
انفوبلس/..
لحظات الهدوء تعود إلى محافظة البصرة، بعدما سيطرت أصوات الرصاص على أجواء المحافظة نتيجة شجار مسلح وقع قبل يومين وأسفر عن وقوع ضحايا، لكن حتى هذا الهدوء ممكن أن يفجّر الأوضاع مستقبلاً خاصة بعد تحذيرات أمنية كشفت عن مخططات "صرخية - يمانية" لتنفيذ عمليات اغتيال في تلك المحافظة الواقعة أقصى جنوبي العراق.
*بداية الأزمة
بحسب المعلومات الواردة من هناك فإنه في الساعة 9 و20 دقيقة من مساء الأربعاء الماضي، حصل تبادل لإطلاق نار في منطقة الأمن الداخلي قرب مركز شرطة الجهاد بين عصائب أهل الحق وسرايا السلام.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن "أحد عناصر عصائب أهل الحق زار مجلس عزاء في المنطقة، ما تسبب بنزاع مسلح بين عناصر من العصائب وآخرين من التيار الصدري، أدى إلى مقتل شخص داخل مجلس العزاء".
وأضافت، أن "النزاع المسلح سرعان ما اتسع حتى وصل الى دائرة الطب العدلي التي نُقلت إليها جثة القتيل، ومن ثم قتل شخص ثان وأُصيب 3 عناصر من الشرطة حاولوا فض الاشتباك".
*قصة مجلس العزاء
ويعود مجلس العزاء إلى والدة أحد عناصر التيار الصدري الذي تربطه علاقة مع عناصر من العصائب، بحسب مصادر من البصرة.
وتقول المصادر، إن "المنتمين للعصائب حضروا لأداء واجب العزاء وقراءة سورة الفاتحة لكن بعد خروجهم من المجلس حدثت إشكالات مع عناصر من التيار فتولّد الشجار".
*تداعيات
ولفتت المصادر إلى أن "قاضي التحقيق المختص أمر بإيداع 4 ضباط أمن كبار في التوقيف لفشلهم بإيقاف النزاع المسلح في المحافظة".
وأشارت إلى، أن "هناك استنفاراً أمنياً كبيراً في البصرة للعناصر الأمنية كافة في المحافظة، تحسباً لتطور الموقف الأمني بين أطراف النزاع".
عقب ذلك، أصدرت قيادة شرطة محافظة البصرة، بياناً ذكرت فيه: "انتشر على بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خبر مفاده حصول هجوم مسلح استهدف مركز شرطة الجهاد وإصابة منتسبين في مركز الشرطة".
وأضاف البيان: "ونحن إذ ننفي هذا الخبر ونود أن نوضح أنه بعد حدوث نزاع مسلح بين طرفين على الفور استنفرت قيادة شرطة المحافظة مفارزها كافة وبمتابعة ميدانية من قبل قائد الشرطة اللواء قاسم راشد زويد شخصياً، وأُلقي القبض على مطلقي العيارات النارية الذين كانوا يستقلون عجلة نوع تاهو، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم".
قيادة شرطة محافظة البصرة، دعت "وسائل الإعلام والمواطنين إلى أخذ المعلومات من المصادر الموثوقة وتوخي الحذر في النشر"، مشيرة إلى أن "هنالك مغرضين يحاولون تشويه الصورة الحقيقية لمحافظة البصرة الفيحاء، وأن شرطة البصرة ستلاحق هؤلاء العابثين قضائياً وسيلاقون جزاءهم وفق القانون".
كذلك، أعلنت قيادة الشرطة، عن إلقاء القبض على 13 شخصاً مع أسلحتهم وعجلاتهم من الطرفين المتسببين بالنزاع.
وقال قائد شرطة المحافظة اللواء قاسم راشد، إن "الوضع الأمني في المحافظة مستقر وهناك انتشار للقطعات الأمنية كافة في المحافظة وتم فرض طوق أمني على المنطقة التي اندلع فيها النزاع وهي منطقة الحيانية الواقعة في مركز المحافظة".
وأشار إلى أن "قيادة الشرطة وباقي القطعات الأمنية كانت تفرض طوقاً أمنياً وتجري ممارسة أمنية لتنفيذ أوامر إلقاء قبض صادرة بحق عدد من المطلوبين قبل اندلاع نزاع يوم أمس وذلك بحسب توجيهات وزير الداخلية".
*علاقة الصرخية
ومع عودة الهدوء إلى المحافظة، برزت تحذيرات أمنية عبر وثائق رسمية، ومن خلال استخبارات الداخلية في البصرة "ترصد تحركات مرتقبة لأتباع جماعات منحرفة من الصرخية واليمانية للقيام بعمليات اغتيال بواسطة العبوات المتفجرة والقنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة ضد المواطنين مستغلةً الخلاف الحاصل بين بعض الجهات في المحافظة".
*تجميد التيار
يذكر أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أعلن العام الماضي، تجميد عمل «سرايا السلام» في جميع المحافظات العراقية باستثناء محافظة صلاح الدين (180) شمالاً، حيث تتمركز السرايا حول مرقد الإمامين العسكريين.