تحركات أمريكية مريبة في مناطق غرب العراق.. من يفكك اللغز المحير؟

انفوبلس/..
تحركات مريبة، تُجريها القوات العسكرية الأمريكية، في داخل العراق، وخاصة في الجزء الغربي من البلاد، وسط أجواء من الشكوك السياسية والأمنية حول نوايا واشنطن الحقيقية بشأن انسحاب قواتها من البلاد والمقرر وفق اتفاق مشترك بين بغداد وواشنطن أن يكتمل بحلول أيلول 2025.
*تفاصيل التحركات
يوم أمس السبت، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار، بأن القوات الأمريكية نفذت تحركات ميدانية مفاجئة بأرتال عسكرية كبيرة في عدد من مناطق غرب المحافظة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ توقف عملياتها البرية في المنطقة.
وقال المصدر، إن “قوات أمريكية مدرعة تجولت بشكل مفاجئ في مناطق غربي الأنبار، وسط غياب المعلومات حول طبيعة هذه التحركات أو أهدافها”.
وأكد، أن “التحركات الأمريكية جاءت دون تنسيق معلن مع القوات العراقية، ما أثار تساؤلات في الأوساط الأمنية حول توقيتها ودلالاتها”.
*جدولة الانسحاب
ورغم تأكيد بعض الجهات الرسمية على التزام الجانب الامريكي بجدول الانسحاب إلا أن سلسلة من التطورات الميدانية في بعض المحافظات والمناطق أثارت الكثير من التساؤلات.
خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لوحظ نشاط غير معتاد للأرتال العسكرية الامريكية التي عبرت سبع محافظات عراقية باتجاه قواعد عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل، من دون أي توضيح حكومي بشأن طبيعة هذه التحركات أو ما تحمله من معدات وأفراد.
هذا التحرك الميداني المكثف الذي تم توثيقه عبر مقاطع فيديو منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، دفع أطرافاً سياسية إلى التحذير من محاولات لإعادة تموضع خفي أو تنفيذ أجندات غير معلنة بهدف إطالة أمد البقاء العسكري الأميركي.
*تحذير ودعوة لكشف الغموض
دعا القيادي في تحالف الفتح عدي عبد الهادي إلى "كشف الغموض الذي يحيط بتحرك الأرتال الأميركية في سبع محافظات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية"، معتبراً أن "هذا النشاط يثير علامات استفهام كثيرة وأن استمرار تدفّق الأرتال يتعارض مع المسار المتفق عليه لإخراج القوات الأجنبية من البلاد".
وأكد أن "هذه التحركات تحمل رسائل سلبية في ظل غياب الشفافية بشأن طبيعة ما تحمله من معدات أو تجهيزات".
ومن جانبه حذر المحلل السياسي هيثم الخزعلي، من تحركات استخبارية أميركية مريبة داخل المدينة، حيث قال إن "المعلومات المتوفرة تشير إلى وجود اتصالات في قاعدة عين الأسد مع أكثر من 5,000 عنصر من تنظيم داعش، مع احتمالية نقل عناصر من سوريا إلى داخل العراق لتنفيذ عمليات ميدانية".
وأضاف أن "التحركات في قاعدة حرير قد ترتبط بمحاولات دعم قوات قسد أو استخدامها كورقة ضغط إقليمية"، مشدداً على "ضرورة فرض رقابة صارمة على هذه التحركات".
*رسالة عدوانية
في السياق، وصف عضو ائتلاف دولة القانون، إبراهيم السكيني، التحركات الأمريكية في قاعدتي عين الأسد والحرير بـ"المريبة"، مؤكداً أنها تمثل رسالة واضحة باستمرار واشنطن على نهجها العدواني تجاه العراق.
وقال السكيني، إن "هذه التحركات تبرر بمبررات "واهية"، بينما تخفي ورائها أهدافاً تدميرية تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد".
وأضاف أن "العراقيين باتوا اليوم أكثر وعياً ونضجاً تجاه السياسات الأمريكية، التي تهدف في جوهرها إلى إضعاف العراق وضرب أمنه الداخلي".
وأكد أن تلك الأفعال "المقيتة" لم تعد خفية، وأن القوى السياسية الشريفة تتابع وترصد عن كثب النوايا الأمريكية التي وصفها بـ"التخريبية"، محذراً من تداعيات تلك التحركات خاصة وأن أمريكا سبق وأقامت تحصينات لمواقع داعش في المناطق الغربية خشية من رصدها وكشفها".
وطالب السكيني، الحكومة توضيح أسباب التحركات التي تجريها القوات الأمريكية، داخل الأراضي العراقية"، مؤكداً أن "تلك التحركات تسببت بحالة ذعر لدى المجتمع العراقي؛ خشية وجود مؤامرات مخفية وراء تلك التحركات".
يشار إلى أن قرابة 600 عسكري أمريكي انتقلوا من مناطق من شمال شرق سوريا، وتمركزوا في قاعدة القيارة جنوب مدينة الموصل شمال العراق، فيما رصدت ارتال عسكرية أمريكية قادمة من سوريا باتجاه قاعدتي عين الأسد في الأنبار والحرير في أربيل، كما سبق وتم رصد عجلة مدنية في الكرادة بداخلها أربعة أمريكيين يحملون أجهزة تنصت يحملون هويات صادرة من قيادة عمليات بغداد.
*موعد الانسحاب لن يتغير
اثارت هذه التحركات الريبة، وسط تحذيرات من قبل مراقبين للشأن الأمني العراقي، من تأثيرها على اتفاق سحب القوات الأمريكية من العراق.
لكن الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، أكد أن التحركات الأخيرة التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق والمنطقة لا تؤثر على الجدول الزمني المتفق عليه لانسحاب قواتها من الأراضي العراقية.
وقال أبو رغيف، إن "التحركات الأميركية الجارية لا تنطوي على أي تغيير في قرار الانسحاب من العراق"، مشدداً على أن "القرار ما يزال قائماً ولم يطرأ عليه أي تعديل، رغم التطورات السياسية واللوجستية في الإقليم والعالم".
وأوضح أن "موعد انسحاب القوات الأميركية لا يزال ساريا وفق الاتفاق المبرم بين بغداد وواشنطن، والذي ينص على إنهاء الوجود العسكري الأميركي بشكل كامل بحلول أيلول من العام المقبل".
وأشار إلى أن "التحركات الأخيرة للجانب الأميركي تندرج ضمن إجراءات إعادة التموضع والتنسيق الفني، ولا تحمل أي مؤشرات على نية التراجع عن الاتفاق أو تأجيل الانسحاب"، مبيناً أن "هذا الانسحاب يمثل استحقاقاً سيادياً تم التفاهم عليه بوضوح ويحظى بإجماع وطني رسمي وشعبي".