خلية الصقور تَكتبُ نهاية "الحجي".. صحراء السماوة شهدت مواجهة نارية كثيفة أطاحت بأخطر تاجر مخدرات والموزِّع لأربع محافظات
خلية الصقور تَكتبُ نهاية "الحجي".. صحراء السماوة شهدت مواجهة نارية كثيفة أطاحت بأخطر تاجر مخدرات والموزِّع لأربع محافظات
انفوبلس/..
في عملية نوعية، استندت لمعلومات استخبارية دقيقة، تمكنت خلية الصقور من الإطاحة بـ"الحجي"، بعد مواجهة نارية كثيفة في صحراء السماوة، والذي يُعد أحد أخطر تجار المخدرات في العراق لكونه المسؤول عن توزيع هذه المواد المخدرة في محافظات المثنى والنجف الأشرف والديوانية وذي قار.
*تفاصيل
أعلنت خلية الصقور الاستخبارية التابعة لوزارة الداخلية، أمس الثلاثاء، مقتل تاجر مخدرات خطير في صحراء السماوة بمحافظة المثنى، يلقب بـ”الحجي”، بعد اشتباك بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وذكر بيان الخلية الذي تابعته شبكة انفوبلس، أنه "تواصل الأجهزة الأمنية المختصة متابعة تجار المخدرات الخطرين، ففي عملية نوعية استندت إلى معلومات دقيقة، وبإشراف وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، تمكنت قوة من خلية الصقور الاستخبارية بالاشتراك مع مفرزة من مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية من قتل أحد تجار المخدرات الذي يُعد من التجار الخطرين جداً وهو المسؤول عن توزيع هذه السموم في محافظات المثنى والنجف الأشرف والديوانية وذي قار".
وجاءت عملية قتل هذا المجرم الملقب (بالحجي)، وفق البيان، "بعد الاشتباك معه بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في صحراء السماوة بالتحديد ضمن منطقة الرحاب".
*ماذا ضُبط معه؟
وأشار بيان الخلية، إلى أنه "ضبطت القوة المنفذة للواجب 3000 حبة مخدرة و3 كيلوغرامات من مادة الكريستال المخدرة، ومدفع هاون عيار 60 ملم و6 قنابر هاون وسلاح نوع BKC".
*تفاصيل حول الخلية
كان أبو علي البصري أحد مؤسسي خلية الصقور الاستخبارية عام 2009، وتعتبر الخلية التي تأسست في الظل، من أقوى الأجهزة الاستخبارية في العراق وأدقّها، كان عملها سرياً أيام تنظيم “القاعدة” ورواج السيارات المفخخة، لكنها ظهرت عام 2014 بعد تضخّم قدرات تنظيم “داعش” الارهابي، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 ظهرت صفحة على “فيسبوك”، تحت اسم “خلية الصقور الاستخبارية”.
وفي كانون الأول/ ديسمبر من العام ذاته أُعلِنَ عن إصابةِ زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي ومقتل 14 من مرافقيه في غارة جوية بناءً على معلومات توصلت إليها “خلية الصقور”.
تتمتع الخلية بقدرات عالية وتقنيات متقدمة في عالم الاستخبارات ولدى ضباطها كفاءة عالية، بحسب مصادر أمنية.
خلال الأشهر العشرة الأولى من 2020 تمكنت خلية الصقور من اعتقال 11 ألف متهم مطلوبين بارتكاب جرائم إرهابية وجنائية والقتل والتزوير والابتزاز الإلكتروني والمخدرات، بحسب تصريحات لقائد الخلية آنذاك أبو علي البصري.
يشيدُ المقرّبون من البصري، بقدراته كقائد وطبائعه كشخص: “إنه هادئ ومتّزن، وفي الوقت نفسه هو شديد الدقة ومتفانٍ في عمله، لم تكن تمرّ عملية في الخلية من دون إشراف أبو علي البصري ومعرفته بتفاصيلها”.
وينفي هؤلاء أن تكون الخلية تورّطت بأعمال “غير قانونية أو سياسية أو طائفية”.
*المخدرات في العراق
ارتفعت أعداد المُدمنين بشكل كبير منذ 2017 بسبب انخفاض أسعار المخدرات ووفرتها، مما أدى إلى زيادة بنسبة 40 % في أعداد المُدمنين منذ عام 2017، وزيادة بنسبة 30 % في أعداد تجّار المخدرات.
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت، صدور أحكام بحق أكثر من 7 آلاف مدان بجرائم تتعلق بالاتجار والتعاطي والترويج للمخدرات في العام 2023.
وقال المتحدث باسم الداخلية مقداد ميري في إحصائية نشرها عبر بيان، إن عدد المحكومين بجريمة المخدرات بلغ 7 آلاف و397 خلال العام الماضي، مبينا أن تلك الأحكام توزعت بين السجن المؤبد والإعدام والأحكام الأخرى.
وبحسب ميري، فإن "عدد الملقى القبض عليهم خلال هذا العام بلغ 17249 شخصاً بتهمة حيازة المواد المخدرة، وأن "حجم ما ضُبط بلغ ثلاثة أطنان ونصف فضلاً عن ضبط 15 طناً من المؤثرات العقلية".
وبيَّن ميري، إن "الحملات مستمرة للحد من انتشار المخدرات، لاسيما أن من أبرز أولويات الوزارة هو التصدي والحد من هذه الجريمة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المدانين بتجارة أو حيازة المواد المخدرة وفق المادة 27 من قانون المخدرات والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام".
وتشهد غالبية المدن العراقية تفشي ظاهرة انتشار المخدرات، رغم التدابير الأمنية المشددة من قبل السلطات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، حيث تعلن وزارة الداخلية بشكل شبه يومي، عن إلقاء القبض على مهربين وتجار ومتعاطين للمخدرات في مختلف المدن.
وكان العراق يفرض عقوبة الإعدام على متعاطي المخدرات وتجارها، لكنه سنّ قانوناً في عام 2017 يمكن بمقتضاه علاج المتعاطين في مراكز التأهيل، أو الحكم بسجنهم فترة تصل إلى 3 سنوات.
مفوضية حقوق الإنسان كانت قد صرّحت في وقت سابق، بأن أكثر المخدرات تعاطياً في العراق هو الكريستال، بنسبة (37.3%) ثم الحبوب المسمّاة (صفر-1) بنسبة (28.35%)، تليها الأنواع المختلفة من الأدوية المهدّئة.
وفي الآونة الأخيرة بدأت تتعالى الأصوات المطالبة بتشكيل لجنة خاصة وجهاز أمني مستقل لمكافحة المخدرات، حيث كشف مسؤول أمني، عن قرب الانتهاء من خطوات تشكيل جهاز أمني مستقل لمكافحة انتشار المخدرات، على غرار جهاز مكافحة الإرهاب.
وأضاف، إن الحكومة تستعد لوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الجهاز، الذي سيكون أساسه مديرية مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية حاليا، وسيتم تزويدهم بمختلف المستلزمات والبنى التحتية، لضمان تمكن البلاد من مواجهة خطر المخدرات المتزايد.
ويأتي تشكيل هذا الجهاز الأمني في ظل تطور أساليب نشر المخدرات في العراق، وتوريط أكبر عدد من المجتمع فيها، وصولاً إلى مراحل وصفتها السلطات بـ"الخطيرة"، بعد ضبطها مواد مخدرة في حلوى للأطفال، كانت في طريقها للعراق، وهي سابقة تحدث لأول مرة في البلاد، فيما أكد ناشطون ومتخصصون أن الدول المنتجة للمخدرات تسعى إلى تحويل العراق إلى بلد "مدمن".