رفض برلماني وشعبي لنتائج التحقيق في مجزرة العمرانية.. هل حددت المسؤول عن الجريمة؟
انفوبلس/ تقرير
بعد إعلان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول مؤخراً، نتائج التحقيق بحادثة العمرانية في محافظة ديالى، توالت الاعتراضات البرلمانية والشعبية عليها، مشيرين الى جملة ملاحظات وأسئلة لم يُجِب التقرير العسكري عليها.
نتائج التحقيق بحادثة العمرانية في محافظة ديالى أثبتت تقصير مسؤولين أمنيين، لكن لم تُجِب عن الأسئلة الأهم
*نتائج التحقيق
يوم السبت 9 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، عن نتائج التحقيق بحادثة العمرانية في محافظة ديالى، والتي أثبتت تقصير مسؤولين أمنيين.
اللواء رسول، في مؤتمر صحفي، تابعته "انفوبلس"، قال إن "رئيس الوزراء واصل متابعته الحثيثة للجنة المشكلة، بشأن حادثة العمرانية في ديالى"، مبينا، إن "اللجنة أوصت بتشكيل مجلس تحقيقي، بحق كل من مدير قسم شرطة الوجيهية؛ لإهماله الوظيفي وضابط مركز شرطة الدولية لتناقض أقواله".
وتم تشكيل مجلس تحقيقي بحق مدير قسم استخبارات ومكافحة إرهاب المقدادية؛ لعدم متابعته الميدانية لقاطع المسؤولية، كما تقرر عرض هؤلاء على لجنة تنفيذ تعليمات رقم 1 لسنة 2012، للبت في إحالتهم على التقاعد، وفقاً لرسول.
وأوضح، إنه "تم الإيعاز إلى وزارة الداخلية لنقل ثلاثة ضباط، اثنان برتبة عميد وآخر برتبة عقيد، إلى قسم شؤون قوى الأمن الداخلي لشؤون الشرطة، والإيعاز لوزارة الدفاع بتشكيل مجلس تحقيقي، بحق مدير قسم استخبارات وأمن قيادة عمليات ديالى؛ لعدم تنسيقه مع باقي الأجهزة الأمنية والإيعاز إلى جهاز الأمن الوطني لتشكيل لجنة تحقيقية، بحق منسوبهم ضابط أمن الوجيهية وأبي صيدا؛ لعدم متابعته لقاطع المسؤولية ونقله إلى خارج محافظة ديالى، والإيعاز أيضا إلى قيادة العمليات المشتركة؛ لإعادة النظر بانفتاح القطعات الماسكة في قيادة عمليات ديالى".
كما تم الإيعاز إلى وزارة الداخلية، لنصب منظومات كاميرات حديثة وأبراج كونكريتية في قاطع الوقف، إضافة إلى الإيعاز لقيادة عمليات ديالى؛ لتنفيذ عملية تعرُّضية في قاطع الوقف وتطهيره من عصابات داعش الإرهابية، والإيعاز إلى شرطة محافظة ديالى لتعزيز الملاك البشري، في مراكز الشرطة بالمحافظة وبالخصوص قاطع الوقف، بحسب رسول.
الناطق باسم القائد العام ختم نتائج التحقيق، بالقول "تقرر تشكيل فريق عمل من مديرية استخبارات ومكافحة إرهاب ديالى؛ لمتابعة المنفذين وإصدار أوامر قبض وتحرٍّ بحقهم".
*لا يحمل إجابات وفيه علامات استفهام
إلى ذلك، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب صلاح زيني التميمي، اليوم الثلاثاء 12 كانون الأول/ ديسمبر 2023، إن البيان العسكري لمكتب القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بشأن حول مجزرة العمرانية في ديالى، يحمل علامات استفهام كبيرة.
البيان لم يُجِب عن الأسئلة الأهم، وهي: مَن يقف وراء المجزرة؟ وهل تم اعتقال الجُناة؟ وما هي نتائج فريق التحقيق؟
وبيّن التميمي، إن" ما حصل في قرية العمرانية قبل أسبوعين "مجزرة" راح ضحيتها أكثر من 20 شهيدًا وجريحًا من الأبرياء، وبيان مكتب السوداني تعامل مع ضباط برتب صغيرة من خلال عقوبات ومجالس تحقيقية وأغلبهم لم يكن مقصرًا في واجباته من خلال خبرتنا في السلك الأمني، كما أن البيان لم يُجِب عن الأسئلة الأهم، وهي: مَن يقف وراء المجزرة؟ وهل تم اعتقال الجُناة؟ وما هي نتائج فريق التحقيق؟".
ويشير عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية إلى، أن "ذوي الشهداء والجرحى، وأنا منهم، ضغطنا على جراحنا حتى لا يُقال إنه تم استغلال المأساة سياسيًا وتركنا الأمر للجان التحقيق لتأخذ دورها ولسنا ممن يستغل الدماء من أجل مغانم سياسية هنا وهناك". مبينا، أنه "في حال لم يتم الإيفاء بالتعهدات التي أُطلقت لذوي الشهداء والجرحى عندئذ سيكون لكل حادث حديث".
*كيف قدمت "هدية ثمينة" للمجرمين؟
وسجل تجمع حراك ديالى، 3 ملاحظات على بيان المكتب العسكري لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني حول نتائج التحقيق بمجزرة العمرانية في ديالى، معتبرًا أن البيان اكتفى بمعاقبة ضباط صغار دون الكشف عن هوية المنفذين، كما أفصح عن عملية عسكرية قبل حصولها مما سيساعد المجاميع الإرهابية على التخفي.
ويقول رئيس الحراك عمار شنبه التميمي، إن "الآلاف من أهالي ديالى تابعوا البيان الصادر عن مكتب القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني حول مجزرة العمرانية في ديالى والتي راح ضحيتها أكثر من 20 شهيدا وجريحا أغلبهم من قبيلة بني تميم".
ويضيف، إن "البيان حمّل رتباً أمنية صغيرة مسؤولية مجزرة هي الأكبر في النصف الثاني من 2023 في ديالى وترك الرتب الكبيرة باعتبارها هي من تتحمل جزءاً من المسؤولية عما حصل"، متسائلا "هل يتحمل ملازم لم يمضِ على تخرجه شهران تبعات مجزرة كبيرة؟".
ويلفت الى، أن "البيان لم يُجِب عن سؤال ذوي الشهداء والجرحى، وهو: مَن يقف وراء المجزرة؟ وما هي هويتهم؟ وكيف حصل الهجوم ومَن دعمه؟ إضافة إلى العشرات من الأسئلة التي تحتاج الى إجابات باعتباره حقا مشروعا".
ويتابع، إن "البيان تحدث عن قرب إطلاق عملية أمنية في بعض المناطق، وهذه إشارة سوف تُستغل من قبل الإرهابيين والمجرمين في الاختفاء والتواري عن الأنظار"، مؤكدا بأن "بيان مكتب السوداني لم يُجِب عن أهم سؤال، وهو: مَن يقف وراء المجزرة؟ وهذا مطلب أكثر من 20 أُسرة فُجِعت قبل أسبوعين".
*مجزرة العمرانية
يوم الخميس، 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أفادت مصادر أمنية لـ"انفوبلس"، بأن "هجوماً مزدوجاً نفذه مجهولون بعبوتين ناسفتين وأسلحة قنص استهدفت مركبة تقل مدنيين بين ناحية الوجيهية 25كم شمال شرق بعقوبة، وقرية (العمرانية)، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 20 شخصاً".
وقع الحادث عند الساعة 9:30 مساء الخميس، وكان معظم الضحايا من أقارب صباح زيني التميمي، البرلماني العراقي المرشح عن قائمة "نبني"، ويعيش في العمرانية.
بالمقابل تشهد محافظة ديالى وقرى أخرى من عشائر مختلفة، مجازر مشابهة بين فترة وأخرى، من بينها مجزرة الجيايلة التي راح ضحيتها نساء وأطفال ورجال.