ظاهرة "التاهو" تؤرق العراقيين.. سرايا السلام تحاصر مركز شرطة الرشاد وتهاجمه بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة لتهريب مجرمين معتقلين في المركز
انفوبلس..
هاجمت قوة مسلحة تابعة لسرايا السلام (الجناح المسلح للتيار الصدري) بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مركز شرطة الرشاد في العاصمة بغداد بهدف تهريب عناصر تابعين لهم جرى القبض عليهم وبحوزتهم أسلحة غير مرخصة ضمن قاطع مسؤولية المركز.
هجوم مسلح
مصادر محلية ذكرت، مساء أمس الأربعاء، إن "مسلحي سرايا السلام الجناح العسكري للتيار الصدري يحاصرون مركز شرطة الرشاد بالعاصمة بغداد بسبب اعتقال عنصرَين اثنين تابعَين للسرايا يحملون أسلحة متنوعة وغير مرخصة والقوات الأمنية ترفض إطلاق سراحهم وتمنع قائد السرايا بالمنطقة من الدخول للمركز".
المصادر أكدت "وصول 10 عجلات (تاهو) تابعة لسرايا السلام مسلحة بأسلحة خفيفة ومتوسطة لمحاصرة مركز شرطة الرشاد".
ممارسة أمنية
وقبل الهجوم الصدري على المركز، كشفت قيادة شرطة بغداد/الرصافة، حصيلة واجباتها خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وكان ضمنها: "القبض على شخص وبحوزته سلاح غير مرخص نوع مسدس ضمن منطقة المشتل من قبل دوريات نجدة الرشاد"، و"القبض على شخصَين اثنين مطلوبَين وفق أحكام المادة (292/ 5 هروب) ق ع ضمن منطقة الأمين من قبل دوريات نجدة الرشاد وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى"، و"القبض على (6) اشخاص مشتبه بهم وضبط بحوزتهم سلاح نوع مسدس ودراجات نارية ضمن منطقة البلديات من قبل دوريات نجدة الرشاد"، و"القبض على متهم مطلوب وفق أحكام المادة (432) ق ع ضمن منطقة البلديات من قبل دوريات نجدة الرشاد".
استياء شعبي
المصادر ذكرت، إن "مسلحي سرايا السلام انسحبوا بعجلاتهم من محيط مركز شرطة الرشاد ببغداد دون إطلاق سراح المسلحين التابعين لهم"، ولكن عدة معلقين على الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي ذكروا أنهم تمكنوا من تهريب المسلحين الملقى القبض عليهم.
وحتى اللحظة لم يتحدث أي مصدر أمني أو رسمي عن الحادثة، الأمر الذي أثار سخط العراقيين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتساءلوا عن سبب التكتم على خرق واضح للقانون والأمن في العاصمة بغداد.
حادثة مكررة
وتُعد هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث هاجمت سرايا السلام القوات الأمنية ومراكز الشرطة في العديد من المناسبات السابقة، ولعل أبرزها ما جرى في أواخر شهر تشرين الثاني الماضي، حيث كشف مصدر محلي من مدينة الحسينية شمال شرق بغداد، إن قوات الشرطة الاتحادية المسؤولة عن حماية المدينة ألقت القبض على عدد من المخرّبين للدعايات الانتخابية واقتادتهم إلى مركز الشرطة، تطبيقاً للقانون.
وبحسب المصدر: بعدها بنحو ساعة، قام العشرات من عناصر سرايا السلام في المدينة بمهاجمة نقطة أمنية للشرطة الاتحادية واختطاف عنصرين منها وأخذهم لأحد مقرات الجناح المسلح للتيار الصدري في الحسينية.
المصدر أضاف، أن اتصالات جرت بين قيادات في سرايا السلام وبعض مسؤولي الشرطة الاتحادية في المدينة لعقد صفقة "تبادل أسرى" بحسب تعبير المصدر، وهو الأمر الذي حدث فعلا، حيث قام مركز الشرطة بإخلاء سبيل المعتقلين وقامت قوات سرايا السلام بإطلاق سراح الشرطيَّين المختطفَين.
وفي الرابع من شهر آب/ أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الداخلية اعتقال خمسة متهمين حاولوا دخول مركز شرطة "ابو دشير" في جانب الكرخ بالقوة والتجاوز على المنتسبين في العاصمة بغداد.
وذكرت الوزارة في بيان، إن "قوة ضمن قيادة شرطة الكرخ تمكنت من إلقاء القبض على 5 متهمين حاولوا الدخول إلى مركز شرطة "أبو دشير" بالقوة، وذلك على أثر جلب أحد أطراف مشاجرة حصلت ضمن قاطع المسؤولية".
وأضافت، إن "المتهمين الخمسة حاولوا دخول المركز وتشاجروا مع حرس باب النظام والاعتداء على المنتسبين بالسب والشتم والضرب بالأيدي، حيث كانت رد رجال الشرطة في هذا المركز بالشكل العاجل والفوري وإلقاء القبض عليهم جميعاً وإيداعهم التوقيف"، مشيرة الى أن " تسجيل شكوى أصولية من قبل منتسبي حرس باب النظام، لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق المعتدين، في حين ضبطت عجلتهم أيضا".
وأشارت الى، أن "الموضوع عُرض أمام أنظار السيد القاضي الذي قرر توقيف المتهمين وفق أحكام المادة (230ق. ع)، تمت إحالة الأوراق التحقيقية للمتهمين إلى مديرية إجرام الكرخ لإكمال التحقيق الأصولي".
وفي حينها كشفت مصادر محلية وأخرى أمنية رفضت الكشف عن أسمها إن المهاجمين تابعين لسرايا السلام حاولوا تهريب عنصر تابع لهم معتقل في مركز الشرطة.
وفي 13 كانون الثاني/ يناير 2024، شهدت محافظتا واسط والبصرة، اشتباكات مسلحة بين سرايا السلام والقوات الأمنية تارة وبين سرايا السلام وعصائب أهل الحق تارة أخرى، لأسباب وُصِفت بأنها "غير منطقية" أدخلت سكان المحافظتين بحالة من القلق.
مصادر أمنية بمحافظة واسط، أفادت بحدوث اشتباك وتبادل إطلاق نار بين قوة أمنية تابعة الى الشرطة الاتحادية ومجموعة من "سرايا السلام" وسط المحافظة، مضيفة إن "قوة أمنية كانت مكلَّفة بواجب أمني في إحدى السيطرات الداخلية قرب ساحة تموز وسط مدينة الكوت مركز المحافظة، دخلت باشتباك مع أفراد من سرايا السلام، أثناء محاولتها تفتيش عجلاتهم التي كانوا يستقلونها، ما أدى لإصابة شرطي بكدمات".
وكشفت، إن "الموقف تطور لإطلاق النار في الهواء بين الطرفين في السيطرة"، مشيرة الى أن "العشرات من أفراد السرايا تجمعوا في مركزهم وسط الكوت بسيارات مضللة (لواء 307 سرايا السلام) يقودهم القيادي أبو حسن السعيدي، لمهاجمة قيادة شرطة واسط لكنهم فشلوا في ذلك".
وأشارت المصادر إلى، أن "السيارات كانت تحمل مخدرات ما اضطر عناصر السرايا الى إطلاق النار على القوات الأمنية"، مردفةً، إن "القوات الأمنية سيطرت بشكل كامل على الأوضاع بمحافظة واسط واعتقلت عددا منهم".
وطالب أهالي المحافظة الوقوف بوجه من يخالف القانون ويثير الفتن. ولم يصدر لغاية الآن أي تعليق رسمي من قيادة شرطة محافظة واسط أو الجهات الأمنية الأخرى، حول ما جرى في تلك الليلة.
وبالتزامن مع اشتباكات محافظة واسط، شهدت الساعات الأولى من فجر ذلك اليوم، مواجهات بين سرايا السلام وعصائب أهل الحق في البصرة، أسفرت عن احتراق سيارة لأحد عناصر العصائب، وسرعان ما توقف الاشتباك بعد تدخل القوات الأمنية، فيما أخمدت فرق الدفاع المدني الحريق.
وقالت مصادر أمنية، إن مشاجرة وقعت بين أطفال أحدهم نجل أحد قياديي عصائب أهل الحق والآخر نجل قيادي في سرايا السلام على إثر "تجاوز لفظي"، تطور الى اشتباك مسلح بين الطرفين في منطقة الكرمة ضمن قضاء الهارثة بمحافظة البصرة، لافتة الى أن السرايا اتهموا الطرف الآخر بسب وشتم مقتدى الصدر، وهو ادعاء "كاذب".
وبينت المصادر، أن عناصر سرايا السلام استهدفوا منزل علي حميد الحلفي (قيادي في العصائب) بالقاذفات والأسلحة الرشاشة، ما تسبب بإحراق سيارته الشخصية، فيما ردّت عناصر من العصائب على مصدر النيران.
وأكد شهود عيان انتشار مسلحين ملثمين يرتدون ملابس عسكرية مرقطة في المنطقة، قاموا بإيقاف وتفتيش المارة والسيارات.
وفيما بعد، نشرت قيادة عمليات البصرة قطعات من الجيش العراقي في منطقة المواجهات، وباشرت بنصب نقاط تفتيش متعددة، فيما عادت الحركة بشكل حذر إلى الشوارع على جانبي جسر خالد جنوبي البصرة.
وأكدت قيادة شرطة محافظة البصرة، إنها تدخلت لفض مشاجرة مسلحة في منطقة النجيبية. وأضافت، إنه "بعد ورود أخبار بوجود مشاجرة في منطقة النجيبية بسبب خلاف حول أطفال مما أدى الى إطلاق نار واحتراق عجلة، على الفور تم تشكيل قوة التوجه الى محل الحادث وفض المشاجرة خلال وقت قياسي". مبينة، إن "المواطنين من سكنة المنطقة قدموا الشكر للقوات الأمنية على تدخلها وسيطرتها على الموقف".
وفي السادس والعشرين من الشهر الماضي، أفاد مصدر باندلاع توتر أمني في حي العامل بعد انتشار مسلحين تابعين لـ"سرايا السلام"، الجناح المسلح للتيار الصدري، في المنطقة وقيامهم بإزالة وإحراق صور قادة النصر ورفع راياتهم مكانها، ما دفع العديد من سكان المنطقة إلى الاحتكاك بهم في محاولة لإيقاف ما يقومون به لكن دون جدوى.
وأضاف، إن بعض السكان كانوا من المنتمين لعصائب أهل الحق، الأمر الذي دفع عناصر سرايا السلام لإشهار الأسلحة والتهديد بإطلاق النار، ما فاقم الوضع وتطور إلى مشاجرة مسلحة تخللها إطلاق نار بين الطرفين.
الجيش العراقي والشرطة الاتحادية استنفروا قواتهم وأغلقوا مداخل المنطقة في محاولة للسيطرة على الوضع، وهو ما حدث فعلاً حيث انتهت المواجهة المسلحة وكان حصيلتها جريحين اثنين من سرايا السلام.
كما أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي إصابة أحد عناصر الشرطة برصاصة في قدمه أثناء إطلاق سرايا السلام النار قبل فرض القوات الأمنية طوقاً أمنياً وإنهاء المواجهة.
المقاطع والصور المتداولة أظهرت عناصر سرايا السلام وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة كقاذفات الـRBG وأسلحة الـPKC فضلاً عن رشاشات الكلاشينكوف وغيرها.
العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا الصور والمقاطع وكتبوا، إن "الأمن في العاصمة هَش جدا ويحتاج إلى جهود حكومية وأمنية قوية لفرض سيطرة الدولة". مؤكدين، إن "جماعات منحرفة كتلك قادرة على إحراق العراق في أي لحظة تشاء بسبب امتلاكها السلاح والنفوذ وعدم وجود روادع أمنية جديّة تجاهها".