"كيكو" على خطى أحمد شايع.. موقوف جديد يُفلت من السجن في البصرة.. ما سر هذه المحافظة؟
انفوبلس..
على طريقة أحمد شايع، وبشكل يشوبه الكثير من الغموض، هرب متهم موقوف في مركز شرطة الشعيبة بمحافظة البصرة يدعى "كيكو" إلى جهة مجهولة أثناء نقله إلى المركز ما تسبب بإرباك كبير في المحافظة، فما هي المعلومات المتوفرة عن المتهم الهارب؟
أمس الأول، الثلاثاء، أفاد مصدر أمني بهروب موقوف مطلوب من مركز شرطة في محافظة البصرة.
وقال المصدر، إن الموقوف الملقب بـ(كيكو) والمتهم بسرقة أموال الدولة هرب مساء الثلاثاء من مركز شرطة الشعيبة في البصرة، إلى جهة مجهولة.
وبعد ملاحظة تحركات أمنية غير اعتيادية في البصرة، قال مصدر أمني مسؤول إن الحركة غير الاعتيادية غربي البصرة تتعلق بالأنباء عن هروب متهم خطير بقضايا أموال عامة، يُدعى كيكو، وتمكّن من الإفلات من مركز شرطة الشعيبة.
ولم تبلغ المصادر بمزيد من المعلومات، لكن متحدثاً محلياً في المدينة قال إن القوات الأمنية شوهدت وهي تتحرك على نحو غير مسبوق في المنطقة الاستراتيجية قرب مصفى البصرة الرئيسي وحقول النفط الكبيرة على أطراف الزبير.
أحد المعلقين على خبر الهروب تحدث عن بعض تفاصيل المتهم، وقال إنه يعمل في شركة صينية، وقام بسرقة 53 قطعة معدنية قياس الواحدة منها 30 سم من معدات الشركة، مستغرباً من تناول الخبر وكأنه "سرقة القرن".
فيما كتب آخر، إن هنالك عنصرين في البصرة يؤدي استمرارهما إلى غياب سلطة القانون وظهور علامات ذلك بين الحين والآخر كهروب المطلوبين من السجن، وهذان العنصران هما سلطة المحافظ أسعد العيداني المُطلقة في المحافظة وعلاقاته المشبوهة مع العديد من الجهات الخارجة عن القانون، والثاني سلطة الجناح المسلح للتيار الصدري (سرايا السلام) وهيمنتها على العديد من مفاصل المحافظة ودعمها الكبير للعديد من عصاباتها كعصابة أحمد شايع وعائلته.
ورغم غموضها وافتقارها للتفاصيل، أعادت هذه الحادثة إلى الأذهان قصة هروب المجرم أحمد شايع من سجن الجمهورية بمحافظة البصرة، وذلك بعد تعاون ضباط ومنتسبين فاسدين ساعدوا بتهريبه، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات عن وضع البصرة، ولماذا هي بالتحديد يحدث فيها ما يحدث؟
وفي الثامن والعشرين من شهر شباط 2023، أعلن جهاز الأمن الوطني القبض على أحد شايع، وذكر في بيان له، إنه تمكن من القبض على أحد أخطر المهرِّبين والمطلوبين في العراق المدعو (أحمد عبد الواحد شايع) والصادرة بحقه مذكرات قبض قضائية بأكثر من قضية تمس أمن الدولة وجرائم مختلفة بينها القتل والإرهاب.
كما كشفت مصادر أمنية، تفاصيل عن عملية القبض على المدعو (أحمد عبد الواحد شايع) في محافظة البصرة.
وقالت المصادر، إن "(أحمد شايع) صاحب شركة الدويب المنفذة لمشروع ميناء الفاو الكبير، متهم بقتل مدير شركة دايو الكورية المنفذة لمشروع ميناء الفاو والأمن الوطني حصل على هواتف (أحمد شايع) التي تثبت تواصله مع كبار المسؤولين، فضلاً عن تواصله المستمر مع المدير العام للشركة العامة للموانئ فرحان الفرطوسي".
وبينت المصادر، إن "مذكرات القبض بحق شايع لم تُنفذ منذ فترة طويلة ورغم صدور مذكرات قبض بحقه في وقت سابق لكنه كان يتجول بحُرية مطلقة". مشيرة إلى، أن "شايع كان يتواجد في دولة الإمارات وفي محافظة البصرة ويلتقي بكبار المسؤولين والقادة الأمنيين رغم صدور عشرات أوامر القبض بحقه".
وذكرت، إن "أفراد عائلة بيت شايع يسيطرون على مشروع ميناء الفاو وارتكبوا عمليات قتل وخطف وحرق منازل مواطنين عديدة في محافظة البصرة". موضحةً، إن "أبرز التهم الموجهة لبيت شايع هي قتل مدير شركة دايو الكورية (بارك شل) الذي وُجدت جثته معلّقة داخل المشروع بمشنقة".
وتابعت المصادر، إنه "ورغم صدور أوامر قبض بحق بيت شايع لكن شركة الدويب التابعة لهم، تعمل داخل ميناء الفاو". لافتة إلى، أن "بعض أفراد بيت شايع يتواجدون في مدينة دبي الإمارتية ويتنقلون ما بين البصرة ودبي تارة عن طريق مطار البصرة بجوازات مزورة وتارة من خلال التهريب على متن بواخر تجارية وعند الوصول للحدود الإقليمية العراقية ينزلون من على متن البواخر لقوارب صيد صغيرة تنقلهم لمدينة الفاو جنوب البصرة".
وبعد أقل من عام على اعتقاله، ضجّت وسائل الإعلام في شباط من العام الجاري بنبأ هروبه من السجن، وسط حالة من الصدمة والذهول كون "الشايع" يُعد من أبرز وجوه المافيا في محافظة البصرة بل والعراق.
وقال مصدر أمني رفيع في شرطة البصرة "استخبرنا بعدم وجود أحد المتهمين المودوع في مركز شرطة الجمهورية أمانة من قبل مكافحة إجرام البصرة المدعو (أحمد عبد الواحد شايع) وبعد المتابعة تبين أنه تم إرساله إلى مستشفى الموسوي بإمرة ضابط المركز (المقدم محمد نوري) وحسب كتاب المركز وذلك بحجة تدهور حالته الصحية لكونه يعاني من عجز في الكُلْيات".
وأشار المصدر، أنه "وبعد الانتقال الى تواجد المتهم وضابط المركز تبين عدم تواجدهم في المستشفى وقام ضابط المركز بغلق هاتفه النقال ولا زالت الجهود مبذولة لغرض التوصل الى معلومات تخص موضوع البحث".
ويتمتع "أحمد شايع" بنفوذ قوي جدا في البصرة، ويملك علاقات وطيدة مع كبار المسؤولين والقادة الأمنيين هناك، كما أنه معروف على مستوى العراق بدعمه لمحافظ البصرة الحالي أسعد العيداني وهذا ما جعل متابعين يرَون بأن هذا الدعم هو من سهّل عملية هروبه من السجن.
وقد كان "شايع" يتواجد في دولة الإمارات وفي محافظة البصرة ويلتقي بكبار المسؤولين والقادة الأمنيين رغم صدور عشرات أوامر القبض بحقه.
علاقة شايع بمحافظ البصرة ليست خفية، بل إنه استمات بالدفاع عن الأخير وكثيرا ما كان يلتقي به في الخفاء وفق ما يقوله شهود عيان والذين عبّروا من استغرابهم من عدم تنفيذ أوامر القبض بحق شايع قبل أن يفهموا ويتداركوا بأن علاقته بالمحافظ وكبار المسؤولين كانت تحول دون تحقيق ذلك.
كما وثّقت كاميرات CCTV دخول علي جواد الرويمي الذي يحمل صفة آمر في سرايا السلام، الى غرفة ضابط مركز شرطة الجمهورية بمحافظة البصرة قبل تهريب السجين أحمد شايع.
وما إن انتشر المقطع المصور، حتى ضجت وسائل إعلام تابعة للتيار الصدري، بالتبرؤ من الرويمي، قائلة إنه لا ينتمي للسرايا وإنه معاقَب.
لكن كتاب صادر عن جهاز الأمن المركزي لسرايا السلام، وتحديداً في 17 تشرين الأول 2023، جاء في مضمونه: "تقرر إلغاء العقوبة الصادرة بحق المقاتل علي جواد الرويمي ولا يترتب أي أثر على العقوبة السابقة".
وأفادت مصادر مطلعة، بـ"صدور مذكرة قبض بحق علي جواد الرويمي المتهم بتهريب أحمد شايع".
وبصدد القضية، أعلن مجلس النواب في شباط الماضي تشكيله لجنة تحقيق في البصرة لمتابعة ملف هروب أحمد شايع، الأمر الذي رفضه أعضاء مجلس المحافظة الداعمين للمحافظ أسعد العيداني بشكل قاطع واعتبروه إجراء غير دستوري.
واليوم، ومع هروب موقوف جديد في البصرة، لا يزال أحمد شايع طليقا بعد مرور أكثر من 5 أشهر على هروبه، ويستعمل صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي للابتزاز والتهديد، حيث كان آخر منشوراته يتوعد بفضح بعض ضباط وزارة الداخلية والقضاة الذين وصفهم بالمرتشين والفاسدين.