مرحلة ما بعد التحالف الأمريكي.. العراق يتوجه نحو تعزيز الدفاع الجوي وبناء قدرات الكشف والإنذار المبكر
انفوبلس/..
في الوقت الذي يستعد فيه العراق للخلاص من أمريكا التي جثمت على صدر البلاد لسنوات طوال، بدأت الحكومة التحرك بشكل جدي نحو العمل على تعزيز الدفاع الجوي وبناء قدرات نوعية تسهم بالكشف والإنذار المبكر لأي خطر يُحدق بالسيادة الوطنية.
*التفاصيل
قبل يومين، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عن رصد 5 تريليونات دينار لمركز عمليات قيادة الدفاع الجوي الجديد.
وقال المكتب الإعلامي للسوداني في بيان، إن "رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني افتتح، مركز عمليات قيادة الدفاع الجوي الجديد"، مبينا انه "استمع إلى إيجاز مفصل عن المركز الذي قدمه قائد الدفاع الجوي".
وأكد على "تجهيز المركز الجديد بمنظومة حديثة من رادارات الكشف العالي، وذلك في إطار جهود قيادة الدفاع الجوي بتطوير البنى التحتية الخاصة بمراقبة وتأمين سلامة الأجواء العراقية"، لافتا الى "استمرار الحكومة في دعم وتعزيز قدرات القيادة والسيطرة على الأجواء العراقية، وحمايتها من الخروقات ورفع مستوى الاستجابة الآنيّة".
وأشاد السوداني "بجهود القادة والضبّاط الذين اشتركوا في إتمام وتشغيل هذا المركز، الذي جرى إنشاؤه بالتعاون مع شركة تاليس الفرنسية المختصة بمعدّات الدفاع، على مسار خطط تطوير وتسليح قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها"، موضحا ان "الحكومة رصدت ما يقارب 5 تريليونات دينار لهذه الأهداف، منها 3 تريليونات في موازنة 2024، وضمن مشروع تعزيز القدرات التسليحية".
وأوضح، إن "هدف الحفاظ على أمن وسيادة العراق على أرضه وأجوائه ومياهه محور رئيسي ضمن مستهدفات البرنامج الحكومي في مجال الدفاع ومواجهة التحديات الأمنية، لاسيما في مرحلة ما بعد انتهاء مهام التحالف الدولي"، لافتا الى "تواصل الجهود في ملاحقة جميع أشكال التهديدات الإرهابية أو الخروقات، وبناء قدرات الكشف والإنذار المبكّر خاصة في مجال الكشف المنخفض، ومع تطوّر مستويات وتقنيات الدفاع الجوي في الدول المجاورة والمنطقة، إلى جانب التأكيد على تطوير توظيف المتصدّيات من أحدث الطائرات التخصصية لمواجهة جميع احتمالات الخرق أو العدوان".
*مركز عمليات القيادة الجديد سيسيطر على كامل الأجواء العراقية
في السياق، أكد قائد الدفاع الجوي اللواء الطيار الركن مهند غالب الأسدي، أن مركز عمليات القيادة الجديد الذي افتتحه القائد العام للقوات المسلحة مؤخراً سيسيطر على كامل الأجواء العراقية، فيما كشف عن تعاقدات تخص الرادارات والصواريخ ستصل للعراق العام الحالي.
وقال الأسدي، إن "مركز عمليات قيادة الدفاع الجوي الجديد يتضمن إمكانية عالية للسيطرة على الأجواء العراقية بكل أنواع الطائرات العسكرية والمدنية وأي أهداف أخرى"، مبينا ان "المركز سيُمارس قيادة وسيطرة حقيقية كاملة على الأجواء العراقية".
وأضاف، إن "المركز يعتبر داعما رئيسيا لهيئة وسلطة الطيران المدني في العراق والشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة، فضلا عن السيطرة الكاملة مستقبلا"، مشيرا الى أن "جميع الأسلحة المتيسرة لقيادة الدفاع الجوي ستتصدى لأي أهداف إن تطلب الأمر في أي وقت".
وذكر، إن "قدرات الدفاع الجوي تتنامى يوما بعد يوم وحسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة والأولويات التي أعطاها للقيادة بهدف العمل بشكل مستمر من خلال وزارة الدفاع بالتنسيق مع الشركات الكبرى والمُصنعة للمعدات والأنظمة والاسلحة والتي يجب أن تكون رصينة ولها تاريخ طويل في هذا المجال".
*اتفاقات مهمة
وبين، إن "القيادة تمكنت خلال هذه السنة من التوصل الى اتفاقات مهمة في مجال تطوير قدراتها بالجوانب كافة (معدات واسلحة) ومن حيث الموارد البشرية من خلال إدخالهم في دورات تدريبية للمشاركة بتمارين حقيقية مع طائرات مختلفة"، لافتا الى أن "هناك مجالين في هذه التعاقدات، الأول يخص الكشف الراداري الفعال للأجواء العراقية والآن نحن بصدد تنفيذ عقد تم إبرامه قبل فترة، حيث ستصل للعراق أعداد لا بأس بها من الرادارات ذات الكشف الواطئ وبإمكانيات عالية جدا من شركات متطورة جدا".
وتابع، إن "النوع الآخر من التعاقدات يخص مجال التسليح، حيث إن هناك عقودا متنوعة وعديدة مع شركات عالمية تخص تسليح صواريخ متوسطة المدى وقصيرة المدى والمنظومات الخاصة بمكافحة الطائرات المسيرة"، لافتا الى انه "هذه العقود سترى النور خلال العام الحالي وتصل بعضها في الربع الأخير منه".
*نقلة نوعية في منظومة الدفاع الجوي
في نيسان الماضي، كشف رئيس خلية الإعلام الأمني اللواء تحسين الخفاجي، عن "نقلة نوعية" في منظومة الدفاع الجوي العراقية، فيما أشار إلى أن هذا الملف بانتظار توفير التخصيصات المالية.
وقال الخفاجي، إن "قيادة الدفاع الجوي تعمل وبدعم من القائد العام للقوات المسلحة، على تطوير أسلحتها، خصوصاً وأنها تمتلك منظومات متطورة في مجال الرادارات ومنظومة (بانسير أس1)".
وأضاف، إن "هناك دعما كبيرا لتطوير منظومة الدفاع الجوي، وهذا العام سيشهد نقلة نوعية للمنظومة خصوصاً وأنها تقوم بجهد كبير في حماية الأهداف الحيوية داخل البلاد"، معرباً عن أمله في "تطوير هذه المنظومة من خلال إطلاق التخصيصات المالية".
*سيطرة أمريكية
وتأتي هذه التحركات بعد سعي العراق لإنهاء وجود القوات الأمريكية والتحالف الذي تقوده واشنطن، إذ عملت الأخيرة على السيطرة التامة على أجواء العراق في انتهاكات فاضحة للسيادة الوطنية.
واتهم عضو مجلس النواب علي تركي، في وقت سابق، امريكا بفرض سيطرتها على الأجواء العراقية عن طريق شركة سيركو البريطانية، فيما أكد أن طائرات العراق الحربية F16 لا تستطيع التحليق دون الحصول على الموافقة من امريكا.
وقال تركي، إن "امريكا تستخدم شركة سيركو البريطانية في السيطرة على اجواء العراق "، مشيرا الى ان "هنالك شركة تسمى (جي فور اس) البريطانية ايضا، تسيطر هي الاخرى على اجواء العراق بالتعاون مع الجانب الامريكي".
وتابع، إن "طائرات العراق الحربية F16 لا تستطيع التحليق دون أخذ الموافقة من امريكا". لافتا إلى، أن "إدارة واشنطن تسيطر على جميع التعاقدات مع الشركات الامنية من أجل مراقبة الأجواء العراقية".